فأجابه إبليس لعنه الله : تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح وبدل أهلها أثلا وخمطا * بحبات وأبواب منيح فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح وسأله عن بكاء آدم على الجنة ، وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه ؟ فقال عليه السلام بكى مائة سنة ، وخرج من عينه اليمنى مثل دجلة والعين الأخرى مثل الفرات ! وسأله كم حج آدم من حجة ؟ فقال عليه السلام : سبعين حجة 1 ماشيا على قدميه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد 2 يدله على مواضع الماء وخرج معه من الجنة ، وقد نهي عن أكل الصرد والخطاف 3 . وسأله ما باله لا يمشي ؟ قال : لأنه ناح على بيت المقدس ، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه ، ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام ، فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات 4 من كتاب الله عز وجل مما كان آدم عليه السلام يقرأها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة ، ثلاث آيات من أول الكهف ، وثلاث آيات من سبحان الذي أسرى وهي " إذا قرأت القرآن . . . " 5 وثلاث آيات من يس وهي " وجعلنا من بين أيديهم سدا . . . . " 6 . وسأله عن أول من كفر وأنشأ الكفر ؟ فقال عليه السلام : إبليس لعنه الله . وسأله عن اسم نوح ما كان ؟ فقال : اسمه السكن ، وانما سمي نوحا ، لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما . وسأله عن سفينة نوح ما كان عرضها وطولها 7 ؟ فقال : كان طولها ثمان مائة ذراع وعرضها خمس مائة ذراع ، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا . ثم جلس الرجل ، فقام إليه آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض ؟ .