[ شرح « اللَّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ . . . » ] فَنقُولُ : قولهُ ( عليه السلام ) : « اللَّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ . . . الخ » ليس المُراد باللَّعن على خُصوصِ أوَّلِ مَن ظَلم وآخِر مَن تَبِعه ، حتَّى يَنحصِر اللَّعن في شَخصَين أو نَحوهِما ويخَرُج ما بَين الطَّرفين على كثرتِهِ إلى مَا شَاء اللهُ عَن موردِ اللَّعن ، مَع انَّ آخِر مَن تَبِع لا يتحقَّق الَّا بِانقِضَاء الدُّنيا ، فانَّ هذا المَعنى لَيس بِمُراد قطعا ، وان أو همَهُ ظاهِر العِبارة .بلِ المُراد بأوَّل ظَالمٍ مَنِ ابتدَءَ بالظُّلم عَليهم وأسَّس أسَاسهُ واحِدا كان أو مُتعدِّدا ، وبآخِر تابِع كلّ مَن تَبِع هذا المُؤسِّس في ظُلمِهِ ، سواءٌ عاصرَهُ أو جَاء بعدهُ ورضِي بأفعالِهِ ونَسجَ على منَوالِهِ وآخريَتِه بالقياسِ إلى أوَّليِّةٍ مَتبُوعة ، لَا بِالقِياس إلى اتَّباعِ آخر سابقةٍ عليه .