القدرات المتوفرة في سياقات بلورة الخطط ، وفق الضوابط والمعايير العلمية . . والعلم إنما يكون بالكليات الحاكمة ، والمهيمنة ، التي تستفيد من المعارف بالجزئيات والتفاصيل في بلورة موقف عام ، تضبط وتنسجم به التحركات في مسارها العام في سياق الوصول عملياً إلى الأهداف الكبرى المتوخاة . . ومن هنا يظهر السبب في تقديم طلب المعرفة ، على طلب العلم ، مع التأكيد على أن العلم بتلك الضوابط والكليات هام وأساسي جداً . . وَبَصِّرْهُمْ مَا لَا يُبْصِرُونَ : قال تعالى : * ( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) * [1] . والإبصار هو التحقيق الزائد ، والنظر الدقيق لغرض ما ، ونتيجته حصول المعرفة والعلم . . والحصول على ابتكارات تنتج بالنظر الدقيق ، واستنتاجات ولفتات إلى تدبيرات يعدُّها ، أو يمكن أن يعدَّها العدو . فيبادر أهل الإيمان إلى العمل على إبطالها ، وحرمانه منها . وهذه هي إحدى ثمرات التحقيق الزائد ، والتبصر بالأمور ، وتعمد إبصار ما لا يبصره الناس في أحوالهم العادية لشدة خفائه . . أو لاحتياجه إلى مقدمات خفية . . ونستطيع أن نقول : إنه « عليه السلام » قد أشار في هذا الفصل إلى الحاجة إلى تأمين القدرة القتالية اللازمة . . والتي تتمثل بأمور مادية ، مثل : العديد الكافي ، والسلاح ،