القتال تجعلهم يسعون للتخلص من خلافاتهم مع نظرائهم ، ليتفرغوا لقتال المسلمين . وَخُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ : ولا بد أيضاً من العمل الموجب لظهور النقص في أعداد العدو ، وفي عتاده ، ومؤنه ، وفي جميع شؤونه ، وذلك باستخدام الوسائل والأسلحة الفاعلة ، والمناسبة لكل نوع من هذه الأنواع . . ثم لا بد أن يكون هذا النقص الوارد عليهم في حجمه وفي تأثيره ، بحيث يردعهم عن المبادرة إلى تنقص المسلمين في أطرافهم ، وفي عديدهم ، وعتادهم ، ومؤنهم ، وغير ذلك . . أي أن المطلوب هو الإستحواذ على قدرة العدو ، والهيمنة على قراره وحركته كلها ، بحيث يمنعه ذلك عن أي فعل مؤثر في إيراد النقص على أهل الإيمان في أي جهة من الجهات . . ولا بد أن يستمر سلبه هذه القدرة ، فلا يستطيع فعل شيء من هذا التنقص الذي قد تتهيأ له الفرصة له ، مرة بعد أخرى . . وَثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ : يقال : ثبطه عن الأمر : أي قعد به عنه ، وشغله . فلا بد من العمل المؤدي إلى تفرق الأعداء إلى الحد الذي يوجب بطء حركتهم ، وينتهي بمنعهم من التحشد والتجمع في مواجهة أهل الإسلام . . وتكون نتيجة ذلك : تجزئة المواجهة مع العدو . ويمكن أن يتم ذلك بتركيز الجهد في اتجاه بعينه ، ثم نقله إلى موقع آخر ، قبل أن تكتمل استعدادات العدو في ذلك