responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 108


وإنما قلنا : إنه يجب أن تكون هذه الإحصائيات ، وتلك المعرفة على درجة عالية من الدقة ، لأن مبدأها ومعيارها هو معرفة الله تعالى بخلقه . بملاحظة أن المثل الأعلى هو إحصاء الله تعالى الذي لا يفوته دقيق ولا جليل .
والإحصاء : العد والحفظ .
والمراد بمعرفة الله تعالى بأعداء أهل الإيمان : علمه تعالى بهم .
وقد قيل : إن المعرفة تتعلق بالفرد ، والعلم يتعلق بالنسبة الخبرية التامة .
وقد يقال : إن المعرفة تقال فيما تدرك آثاره ، وإن لم تدرك ذاته ، والعلم يقال فيما أدرك ذاته ، فيقال : عرفت الله بنقض الهمم ، ولا يقال : علمت الله . والمعرفة تقال فيما يتوصل إليه بتفكّر وتدبّر ، والعلم أعم من ذلك .
وذلك كله مهم جداً في تحديد المراد من قوله « عليه السلام » : « أحصيتهم بمعرفتك » ، حيث يحتاج إلى الإستدلال بالآثار ، وإلى الإستنتاج . ومورد المعرفة هو الأمور الجزئية ، والدقائق والتفاصيل ، وهي تحتاج إلى تأمل وتدبّر .
وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ :
ثم إن المعرفة بالأعداء يجب أن تكون عن حضور وحس وشهود ، وهيمنة ، كما يعطيه التعبير بكلمة « أشرفت عليهم » ، لأن معنى الإشراف هو النظر من مكان عالٍ ، وهذا يؤدي إلى الإحاطة التامة بالمنظور إليه ، فالمطلوب هو :
أولاً : الإشراف ، لأجل التعرف على الأحوال .
ثانياً : الإشراف بمعنى السيطرة والهيمنة من خلال القدرة . .
وكلاهما يحتاج إلى وسائل وقدرات تناسبه ، فلا بد من إعدادها . .

108

نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست