اللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ نَاحِيَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِإِزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ : الغزو هو مهاجمة العدو في بلاده . . فهذه الفقرة تشير إلى أن المطلوب هو التخطيط لنقل المعركة ، إلى أرض العدو ، وتكون في بلاده ، ليعيش حالة الخوف والترقب باستمرار ، فإنه ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا [1] . وإذا كانت الحرب معلنة ، وكان الاستنفار قائماً ، فلا يصح الاكتفاء بالاحتفاظ بالمواقع في داخل أرض وبلد المسلمين ، وانتظار مبادرة العدو للهجوم على تلك المواقع . فإن الدفاع هو موقف آني يلجأ إليه الطرف الأضعف ، ليحتوى به هجوم العدو ، وليجد الفرصة لتهيئة الأسباب التي تنقله إلى مرحلة
[1] راجع : نهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 1 ص 68 شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 74 وكتاب سليم بن قيس ص 213 والاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 256 والإرشاد للمفيد ج 1 ص 281 والكافي ج 5 ص 5 والبحار ج 29 ص 465 وج 34 ص 64 و 138 ومصباح البلاغة ( مستدرك نهج البلاغة ) للميرجهاني ج 1 ص 310 والمبسوط للسرخسي ج 10 ص 35 .