والقضايا وفصل الخطاب على منهاج هارون ( عليه السلام ) ، وقال له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، فضلاً خصّه الله تعالى به وإكراماً منه لنبيّه ( صلى الله عليه وآله ) حيث أعطاه ما لم يعط أحداً من خلقه . . . الحديث ( 1 ) . [ 116 ] - 58 - المفيد : روى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفه عن ابن عبّاس قال : كنت عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالرحبة فذكرت الخلافة وتقدّم من تقدّم عليه فتنفّس الصعداء ، ثمّ قال : أم والله ، لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنَّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليَّ الطير ، لكنّى سدلتُ دونها ثوباً ، وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يشيب فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه ، فرأيت الصبر على هاتي أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهباً ، إلى ان حضره أجله فأدلى بها إلى عمر ؛ فيا عجباً ، بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشدّ ما تشطّرا ضرعيها : شتّان ما يومي على كورها * ويوم حيّان أخي جابر فصيّرها والله في ناحية خشناء [ يخشن ] يجفو مسّها ، ويغلظ كلمها ، صاحبها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها عسف [ تقّحم ] ، يكثر فيها العثار ويقلّ منها الاعتذار . فمُني النّاس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلوّن واعتراض ، [ فصبرت على طول المدّة ، وشدّة المحنة ] ، إلى أن حضرته الوفاة ، فجعلها شورى بين جماعة زعم أنّي أحدهم ، فيالله وللشورى ، متى اعترض الريب فيَّ مع الأولين منهم حتّى صرت الآن اُقرن بهذه النظائر ، لكنّي أسففت إذ سفّوا ، وطرت إذ