responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سنن الإمام علي ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 288


فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " وما تسألون ؟ " قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتّى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : " إنّ الله على كلّ شيء قديرٌ ، فإنْ فعلَ الله لكم ذلك ، أتؤمنون وتشهدون بالحقّ ؟ " قالوا : نعم ، قال : " فإنّي سأُريكم ما تطلبون ، وإنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى خير ، وإنّ فيكم من يطرح في القَليب ، ومن يحزِّب الأحزاب " .
ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : " يا أيّتها الشجرة إن كنتِ تؤمنين بالله واليوم الآخر ، وتعلمين أنّي رسول الله ، فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يدي بإذن الله " . فوالذي بعثه بالحقّ لانقلعتْ بعروقها ، وجاءت ، ولها دويٌّ شديد ، وقصف كقصف أجنحة الطير ؛ حتّى وقفت بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرفرفةً ، وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه ( صلى الله عليه وآله ) ، فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوّاً واستكباراً - : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشدّه دويّاً ، فكادت تلتفّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا - كفراً وعتوّاً - : فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ، فأمره ( صلى الله عليه وآله ) فرجع ، فقلت أنا : لا إله إلاّ الله ؛ إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول الله ، وأوّل من أقرّ بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً بنبوّتك ، وإجلالاً لكلمتك .
فقال القوم كلّهم : بل ساحرٌ كذّاب ، عجيبُ السحر خفيف فيه ، وهل يُصدِّقُك في أمرك إلاَّ مثلُ هذا ! ( يعنونني ) وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصدِّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار ، عُمّار الليل ، ومنَارُ النّهار ، متمسِّكون بحبل القرآن ؛ يحيون سنن الله وسُنن رسوله ؛ لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلّون ولا يُفسدون ، قلوبهم في الجنان ، وأجسادهم في العمل ! ( 1 ) .


1 - نهج البلاغة : 300 الخطبة : 192 - خطبة القاصعة - .

288

نام کتاب : سنن الإمام علي ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست