تحوّل إلى بيت أُمّ سلمة ابنة أبي أمية ، وكان ليلتها وصبيحة يومها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : فلمّا تعالى النهار انتهى علىّ ( عليه السلام ) إلى الباب فدقّه دقّاً خفيفاً له ، عرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دقّه ، وأنكرته أُمّ سلمة ، فقال : يا أُمّ سلمة قومي ، فافتحي له الباب ، فقالت : يا رسول الله مَنْ هذا الذي يبلغ من خطره أن أقوم له فأفتح له الباب وقد نزل فينا بالأمس ما قد نزل من قول الله عزّوجلّ : ( وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ) فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني ومعاصمي ، قال : فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كهيئة المغضب : من يطع الرسول فقد أطاع الله . قومي ، فافتحي له الباب ، فإنّ بالباب رجلاً ليس بالخرق ، ولا بالنزق ، ولا بالعجول في أمره ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، وليس بفاتح الباب حتّى يتوارى عنه الوطىء ، فقامت أُمّ سلمة وهي لا تدري مَنْ بالباب ، غير أنّها قد حفظت النعت والمدح ، فمشت نحو الباب وهي تقول : بخٍّ بخٍّ لرجل يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله . ففتحت له الباب ، قال فأمسك بعضادتي الباب ولم يزل قائماً حتّى خفي عنه الوطىء ، ودخلت أُمّ سلمة خدرها ، ففتح الباب ودخل فسلّم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال رسول الله : يا أُمّ سلمة تعرفينه ؟ قالت : نعم وهنيئاً له ، هذا عليّ ابن أبي طالب ، فقال : صدقت يا أُمّ سلمة هذا عليّ بن أبي طالب ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، يا أُمّ سلمة ، إسمعي واشهدي ، هذا علىّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وهو عيبة علمي ، وبابي الذي أؤتى منه ، وهو الوصيّ بعدي على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أُمّتي ، وأخي في الدنيا والآخرة ، وهو معي في السنام الأعلى ، اشهدي يا أُمّ سلمة واحفظي إنّه يقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين . فقال الشّامي : فرّجت عنّي يا عبد الله ، أشهد أنّ علىّ بن أبي طالب مولاي ومولى