وقال أبو هلال العسكري : " وإذا قلنا سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فالمراد بها طريقته وعادته الّتي دام عليها وأمر بها " ( 1 ) . ولكنّا لم نعثر على كتاب بين الكتب المدوّنة في الحديث والتّاريخ ينحصر ببيان الطّريقة العمليّة المسلوكة لحياة المعصومين ( عليهم السلام ) ( السّنن ) . وأقدم ما كتب بهذا الإتّجاه الخاصّ كتاب في سيرة النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) " أخلاق النّبيّ وآدابه " للحافظ أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر الإصفهاني المعروف بابن الشّيخ - م 369 ق - وقد عُثر أخيراً على نسخة منه في مكتبة اسكوريال في مدريد . ويحتوي هذا الأثر القيّم على 895 حديثاً في 109 عنواناً ، وقد حقّقه السّيّد عصام الدّين السيّد عبد النّبيّ ، وطبع سنة 1413 ق في القاهرة . وقام الفيلسوف الكبير والعارف الحكيم العلاّمة الطباطبائي أخيراً - وقبل وقوف الجوامع والمحافل الإسلامية على الأثر المزبور - بجمع الرّوايات المتضمّنة لبيان السّنن المستمرّة الّتي كان النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يهتمّ بأدائها طيلة حياته ويداوم عليها وذلك إحساساً منه بالخلأ في مثل هذا الموضوع الشيّق والقّيم ، فكان ما جمعه يقرب من 411 حديثاً في 21 عنواناً تحت عنوان " سنن النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) " وكان ذلك سنة 1350 ق . وقام الشّيخ الفاضل محمّد هادي فقهي بتتبّع شامل وجهد مضن بذله في عدّة سنوات بجمع ما فات العلاّمة الطباطبائي من الأصول الحديثيّة وغير ذلك من الكتب المتفرّقة تحت عنوان " المستدركات " في 507 حديثاً ، وضمّ ذلك إلى الأصل ، وترجمه إلى الفارسيّة مع التّحفظ على الأصل العربي للرّوايات تعميماً لإفادة الكتاب ( 2 ) ، فصار مجموع عناوينه 23 عنواناً تضمّ 918 حدّيثاً ، وقام بطبعه تحت إشراف العلاّمة الطباطبائي ( ( قدس سره ) ) عامّ 1354 .
1 - الفروق اللغوية : 186 . 2 - مقتبس من مقدمة كتاب : سنن النّبيّ بخط العلاّمة الطباطبائي ( قدّس سره ) .