وبخاصة مع الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، مستغلّين صغر سنه عند تولي الإمامة [1] . وحتى لو افترضنا سكوت التاريخ عن هذه الظاهرة ، فإنّ من غير الطبيعي أن لا تحدث أكثر من مرة ، تبعاً لتكرّر الحاجة إليها ، وبخاصة أنّ المعارضة كانت على أشدّها في العصور العباسية . وطريقة إعلان فضيحتهم بإحراج أئمّتهم فيما يدّعونه من علم أو استقامة سلوك ، وإبراز سخفهم لإحتضانهم أئمة بهذا السن وهذا المستوى - لو أمكن ذلك - أيسر بكثير من تعريض الأمّة إلى حروب قد يكون الخليفة نفسه من ضحاياها ، أو تعريض هؤلاء الأئمة إلى السجون والمراقبة أو المجاملة أحياناً . وإذا كان بوسع الأخ أبي زهرة أن يعلّل هذه الظاهرة بتعليل منطقي يخضع لما نعرف من عوامل طبيعية - أعني ظاهرة تفوّقهم في مجالات الاختبار والتمحيص - بالنسبة إلى الكبار من الأئمة بإرجاعها إلى الجهد والدراسة والتجربة السلوكية سراً ، فهل يوسع فضيلته أن يعلّلها في ابن عشرين سنة أو في ابن ثمان ، كما هو الشأن في الأئمة الثلاثة : الجواد ، والهادي ، والعسكري ؟ وما لنا نبعد والأخ أبو زهرة ، وهو من الأساتذة الذين عانوا
[1] اقرأ موقفه من امتحان الخليفة له على يد يحيى بن أكثم في الصواعق المحرقة 2 / 596 - 597 .