وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " اللهم أدر الحق مع عليّ ، حيث دار " [1] . إلى غيرها من الأحاديث . ومن هنا قال أبو القاسم البجلي وتلامذته من المعتزلة : لو نازع علي عقيب وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسلَّ سيفه لحكمنا بهلاك كلّ من خالفه وتقدّم عليه ، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه ، ولكنّه مالك الأمر وصاحب الخلافة ، إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها ، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عليها ، وحكمه في ذلك حكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال : " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار " [2] ، وقال له غير مرة : " حربك حربي ، وسلمك سلمي " [3] . وإذا كانت هذه الأحاديث التي مرّت تعيّن علياً وولديه ، فما الذي يعيّن بقية الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟
[1] المستصفى في علم الأصول : 170 ، المحصول في علم أصول الفقه 6 / 134 . [2] ورد حديث " علي مع الحق والحق مع علي ، وأنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " في : تاريخ بغداد 14 / 322 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 449 ، البداية والنهاية 7 / 398 ، الإمامة والسياسة 1 / 98 . وراجع : بحار الأنوار 33 / 332 . [3] شواهد التنزيل 1 / 416 ، ينابيع المودّة 1 / 172 و 253 . وراجع قول البجلي في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 296 .