وقد استقصت رسالة دار التقريب عشرات المؤلّفين من هؤلاء وغيرهم [1] ، وقد كنت أودّ نقلها بنّصها لقيمة ما ورد فيها من رأي ونقل ، لولا انتشارها وتداولها . وما أظنّ أنّ حديثاً يملك من الشهرة ما يملكه هذا الحديث ، وقد أوصله ابن حجر في الصواعق المحرقة إلى نيف وعشرين صحابياً . يقول في كتابه : ثم اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً [2] . وفي غاية المرام وصلت أحاديثه من طرق السنة إلى ( 39 ) حديثاً ، ومن طرق الشيعة إلى ( 82 ) حديثاً . والظاهر أن سرّ شهرته تكرار النبي ( صلى الله عليه وآله ) له في أكثر من موضع : يقول ابن حجر : ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشُبه ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أُخرى أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي أُخرى أنّه قال ذلك لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف .
[1] راجع ذلك في هذه الرسالة : 5 وما بعدها ، مطبعة مخيمر مصر . [2] الصواعق المحرقة 2 / 440 .