وإذا كان كلّ من مقاتل وعكرمة بهذا المستوى لدى أرباب الجرح والتعديل ، فأمر روايتهما ورأيهما لا يحتاج إلى إطالة حديث ، وبخاصّة في مثل هذه المسألة التي تمسّ مواقع العقيدة أو العاطفة من نفسيهما . ولكن هذه البواعث - فيما يبدو - خفيت على بعض الأعلام ، فأقاموا لرأيهما وروايتهما وزناً ، ولذلك نرى أن نعود إلى التحدّث عن ذلك بعيداً عن شخصيتهما ، لنرى قيمة هذه الرواية أو هذا الرأي : 1 - والذي لاحظته من قسم من الروايات أنّ لفظة " الأهل " لم تكن تطلق في ألسنة العرب على الأزواج إلاّ بضرب من التجوّز : ففي صحيح مسلم : أنّ زيد بن أرقم سُئل عن المراد بأهل البيت هل هم النساء ؟ قال : لا وأيم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها [1] . وفي رواية أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [2] وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين
[1] صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ح 4425 . [2] الأحزاب : 33 .