مذهب الخوارج ، وبخاصة رأي نجدة الحروري . وللخوارج موقف مع الإمام علي ( عليه السلام ) معروف ، فلو التزم بنزول الآية في أهل البيت بما فيهم علي ، لكان عليه القول بعصمته ، ولأهار على نفسه أسس عقيدته التي سوّغت لهم الخروج عليه ومقاتلته وبررت لهم - أعني الخوارج - قتله . وقد استغل علائقه بابن عباس وسيلة للكذب عليه ، وكان ممن يستسيغون الكذب في سبيل العقيدة فيما يبدو ، ومَن أولى من ابن عباس في الكذب عليه فيما يتصل بهذا الموضوع الحساس ؟ ! وقد اشتهرت قصة كذبه على ابن عباس بين خاصّته حتى كان يضرب المثل فيه : فعن ابن المسيب أنّه قال لمولى اسمه برد : لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس . وعن ابن عمر أنّه قال ذلك أيضاً لمولاه نافع . وقد حاول علي بن عبد الله بن عباس صدّه وردعه عن ذلك ، ومن وسائله التي اتخذها معه أنه كان يوثقه على الكنيف ليرتدع عن الكذب على أبيه : يقول عبد الله بن أبي الحرث : دخلتُ على ابن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف ، فقلت : أتفعلون هذا بمولاكم ؟ ! فقال : إنّ هذا يكذب على أبي ! وحقده فيما يبدو لم يختصّ بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإنّما تجاوزهم إلى