حقوداً ، ولا حريصاً ، ولا جباناً . . إلخ . . « ويزكيهم » . فيبذر في نفسه بذور الخير ، والبركة ، والصلاح ، الأمر الذي يهيؤه لمزيدٍ من الفهم ، ولمزيد من التعقيل والوعي لأحكام الدين وتشريعاته ويجعله على استعداد لان يبذل جهده في سبيل تطبيق هذه الاحكام على نفسه ويعمل ، ويجدّ ، ويتحمل المشاق لتطبيقها ، على مجتمعه ؛ فان الأخلاق هي أساس الدين ، ولا بد للدين منها ؛ وذلك لأن عبادة الله سبحانه ، لا تتلاءم مع الاستكبار : * ( إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ) * [1] . ولولا استكبار فرعون لكان آمن ، وقبل الحق . . وكذلك إبليس . كما أن عبادة الله سبحانه ، لا تتلاءم مع سائر الرذائل الأخلاقية ، كالكذب ، والعلو ، والظلم ، والختر ، والمكر السيء ، وغير ذلك . . فالذي لا يتخلص من رذائل الأخلاق ، وإن كان قد يستيقن بالحق ؛ نتيجة لما يتلى عليه من الآيات ، ويراه من البينات الظاهرة ، والقاهرة ، ولكنه يكون من الجاحدين ، الذين قال الله عنهم : * ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) * [2] . ومما يشير إلى دور الأخلاق في قبول الحق ، والاذعان ، والتسليم له ، قوله تعالى : * ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً
[1] الآية 206 من سورة الأعراف . [2] الآية 14 من سورة النمل .