ولعلها كانت فسيلةً حاضرةً لدى عمر ، أو سلمان ، فأحب المشاركة في هذا الأمر ، فغرسها ، ولعله غرس نواةً ، كانت في حوزته ، وإن كانت الروايات قد صرحت بالأوّل لا بالنواة . . فيتعين ذلك الاحتمال . . وقد حاول البعض الجمع بين الروايتين المشار إليهما ، أعني رواية غرس عمر للنخلة التي لم تعش ، ورواية غرس سلمان لتلك النخلة : بأن من الممكن أن يكونا - عمر وسلمان - قد اشتركا في غرسها ، فصح نسبة ذلك لهذا تارة ، ولذاك أخرى [1] . « ويجوز أن يكون كل واحد من سلمان وعمر غرس بيده النخلة ، أحدهما قبل الآخر » [2] . ولنا أن نعلق على ذلك : بأنه بعد نهي النبيّ لسلمان عن ذلك ؛ فلا يعقل أن يقدم على مخالفة النبيّ « صلى الله عليه وآله » ، وسلمان هو من نعرف في انقياده ، والتزامه المطلق ، بأوامر الله سبحانه ، ورسوله « صلى الله عليه وآله » ؛ فلا يمكن أن نصدق : أنه قد خالف أمر رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . وكيف لم يتدخل في غرس مائتين وتسع وتسعين ، وتدخّل في خصوص هذه الواحدة ، دون سواها ؟ ! هذا بالإضافة إلى صحة سند ما روي عن عمر . . وكثرة الناقلين له ،
[1] شرح الشفاء لملا علي القاري ج 1 ص 384 ومزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء ( مطبوع بهامش الشفاء ) ج 1 ص 332 . [2] نفس الرحمان ص 16 .