عليه وآله » بين سلمان وأبي ذر ، واشترط على أبي ذر : أن لا يعصي سلمان [1] . وقد ذكرنا شيئاً حول هذا الحديث في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 3 ص 68 و 69 فليراجع . 3 - إننا نعتقد : أن مؤاخاة سلمان مع أبي ذر هي الأصح ، والأوفق بما يذكرونه من أن النبيّ « صلى الله عليه وآله » كان يؤاخي بين كل رجل ونظيره [2] . وكان أبو ذر أكثر مشاكلةً لسلمان من أبي الدرداء له ؛ فإن سلمان يؤكد على أنه لابدآ من الوقوف إلى جانب القرآن ، إذا اقتتل القرآن والسلطان ، كما أن أبا ذر قد كان له موقف عنيف من السلطة ، حينما وجد أنها تسير في خطٍ انحرافي خطير ، فكان أن اتخذ جاب الحق ، وأعلن إدانته للانحراف بصورة قاطعة ، كما أنه هو وسلمان قد كان لهما موقف منسجم من أحداث السقيفة ، ونتائجها . . أما أبو الدرداء . . فقد أصبح من وعاظ السلاطين ، وأعوان الحكام المتسلطين ، حتى لنجد معاوية - كردٍّ للجميل - يهتم بمدحه وتقريظه ، والثناء عليه [3] .
[1] الكافي ج 8 ص 162 والبحار ج 22 ص 345 عنه ، ونفس الرحمن ص 91 . [2] راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ( الطبعة الأولى 1403 ) ج 3 حين الكلام حول حديث المؤاخاة . [3] طبقات ابن سعد ( ط ليدن ) ج 2 قسم 2 ص 115 .