ولا يخفى ضعفه ، وغرابته » [1] . ونقول : إن لنا على ما تقدم ملاحظات ، نجملها فيما يلي : أولاً : قولهم إن المؤاخاة قد انقطعت بعد بدر ، لا يصح ، وقد تحدثنا عن ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 3 ص 59 و 60 فليراجعه من أراد . فلا داعي لاستغراب هؤلاء ، ولا مبرر لانكار أولئك . وثانياً : قولهم : إن انقطاع المؤاخاة بعد بدر يلزمه عدم صحة مؤاخاة سلمان مع أحد من الناس ، لا يصح كذلك ، إذ لماذا لا يؤاخي قبل بدر بين سلمان وأن كان عبداً وبين رجل آخر حر . . هذا بالإضافة إلى أنه قد تقدم في أول هذا الكتاب : أنه قد اسلم وتحرر في أول سني الهجرة . وثالثاً : أما دعوى البلاذري أن سلمان قد اسلم بين أحد والخندق ، فلا تصح أيضاً لأنه إنما أسلم في أول الهجرة ، كما اتضح من روايات إسلامه ، نعم . . هم يقولون : إن تحرره قد كان قبل الخندق . فإذا كان مسلماً حين المؤاخاة ؛ فيمكن أن يؤاخي بينه وبين أحد المسلمين ، ولو كان الطرف الآخر حراً ؛ لعدم الفرق بين الحر والعبد ، في الإيمان والإنسانية ، وغير ذلك بنظر الإسلام . .