غريبة عن الإسلام ، بعيدة كل البعد عن تعاليمه ، مناقضة لتشريعاته . فهل تأثر روّاد هذه السياسة ، وحماتها بغيرهم ، ممن حرصوا عليها ، حرصهم على أنفسهم ، واعتبروها نهج حياة ، وأساس تعامل ؟ ! الجواب : نعم . . إن الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، حينما أعلن عن آرائه وسياساته ، تجاه غير العرب ، وانتهج سياسة التمييز العنصري ، لم يكن في الحقيقة قد ابتدع أمراً جديداً من عند نفسه ، لم يكن من قبل . بل لقد سبقه إلى هذا الأمر اليهود والنصارى ؛ فلعله قد تأثر ببعض علمائهم ، الذين كانوا مقربين إليه ، وكان يرجع إليهم في كثير من القضايا الحساسة ، من أمثال : كعب الأحبار ، وعبدا بن سلام ، وتميم الداري . . واليهود هم الذين قالوا : * ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) * [1] . وقال تعالى : * ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) * [2] . ونحن نذكر فيما يلي نماذج من النصوص العنصرية عند اليهود ، وخصوصاً في تلمودهم ؛ فنقول :
[1] الآية 18 من سورة المائدة . [2] الآية 6 من سورة الجمعة .