الخليفة الثاني وسياسة التمييز العنصري : إنه عدا عن اننا نجد اتهاماً صريحاً موجهاً من قبل العباس بن عبد المطلب إلى عمر بن الخطاب ، بأنه كان ينطلق في مواقفه من أبي سفيان حينما طالب بقتله في فتح مكة من الروح القبلية والتعصب لعشيرته ، فقد قال له العباس : مهلا يا عمر ، أما والله ، ان لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، ولكنك عرفت : انه من رجال بني عبد مناف [1] . نعم . . عدا عن ذلك ، فان لدينا الكثير من النصوص التي تدل على أنّ الخليفة الثاني كان يصر على تمييز العرب على كل من عداهم ، وأن كل همه كان منصرفاً إلى تأكيد ذلك وتثبيته ؛ ليكون سياسة متبعة بعده ، يأخذها الخلف عن السلف . ومن جهة أخرى فإنه كان يبخس غير العرب حقوقهم ، ويمتهن كراماتهم ، ويعتدى على شخصيتهم في سياساته ، وتشريعاته ، ومواقفه ، في الظروف ، والمناسبات ، والأحوال المختلفة .
[1] حياة الصحابة ج 1 ص 154 عن مجمع الزوائد ج 6 ص 167 وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والبداية والنهاية ج 4 ص 291 عن البيهقي .