الكردية . . وما إلى ذلك من أمور ، تعطى على أساسها الامتيازات ، وترسم انطلاقاً منها السياسات . . - إن هذه الشعارات - ما هي إلاّ ذلك التعبير الفني الخادع ، الذي يستبطن التمييز العرقي ، والعنصري ، بأبشع أنواعه . ولعل أول من استخدام كلمة « القومية » - فيما نعلم - هو أبو يحيى بن مسعدة ، في رسالته التي كتبت في القرن السادس الهجري ، وردّ فيها على ابن غرسية [1] . وبعد . . فان من الواضح : أن التعصب للوطن بما هو وطن ، وللكردية والفارسية ، والعربية والاوربية وغيرها ، واعطاء الامتيازات ، ثم حرمان الآخرين ، على أساس هذا الانتماء ، أو ذاك ، وعدمه ، لا يبعد في مضمونه الحقيقي عن واقع التمييز العنصري ، وما دام أن اعطاء الامتيازات على أساسه ، يؤول إلى جعل أمر غير اختياري منشأ للإمتيازات ، وللحرمان منها . . الأمر الذي لن يكون قادراً على المساهمة في تكامل الإنسان في انسانيته ، وملكاته الخيرة والنافعة ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، تماماً كما هو الحال في التمييز على أساس الجمال ، أو اللون ، أو اللغة ، أو الطبقة ، أو ما إلى ذلك . . ومن هنا . . فان الحاجة تمس إلى توضيح ذلك للناس ، وبيان خلفياته وأبعاده المختلفة ؛ ليكون الناس على بصيرة من أمرهم ، وليتأكد لهم صحة وسلامة النظرة الإسلامية الواقعية في هذا المجال ، ولتلتزم البشرية بتعاليم