أو ناقصاً ، أو زائداً على قدر الحاجة فيتسبب في حدوث خلل أساسي في تكوين شخصيته كانسان ، صالحٍ لاستخلاف الله سبحانه وتعالى له على الأرض بكل ما لهذه الكلمة من معنى . . ثم . . وبعد أن يصل إلى مرحلةٍ معينة ، فإنه يتولى هو أمر السيطرة على ما حصل عليه من قوى ، وملكات ، وغرائز وقدرات ، وتسييرها ، وتقوية الضعيف وتعويض النقص ، أو كبح جماح القوي منها ، واستثمارها في مجال الحصول على درجات الكمال ، في التخلق بأخلاق الله سبحانه ، ثم في تأكيد انسانية ، وسموها ورقيها في سبل الهدى ، والخير ، والرشاد . ولكن من الواضح : أن هذا الإنسان الذي يراد له أن يتعامل مع كل ما ومن يحيط به ، وما سخره الله لخدمته ، أو أخضعه لإرادته ، وخوّله صلاحية الاستفادة منه - إنه - بسبب جهله بكثير من اسرار الكون والحياة ودقائقهما ، لا يستطيع أن ينجز مهمته تلك ، بصورة صحيحة وسليمه ؛ فيقع مع الخطأ ، ويبتلى بالانحراف ، الأمر الذي قد يترك سلبيات كبيرة وخطيرة على حياته ، وعلى مستقبله ومصيره ، بصورة عامة . وإذن . . فلا بدّ له من يتجه نحو صانع الوجود ومبدعه ، ومسيّره ومدبّره ، والعارف بكل الاسرار والدقائق ، والآثار والحقائق ؛ لأنه وحده العالم بكل النظم والضوابط ، التي تهيمن على مخلوقاته ، وتحكمها ، ويعرف حقيقة تأثير وتأثر كل شيء في أي شيء ، وكيفية ذلك ومداه ، ونوعه ، ومستواه - نعم لا بدّ وأن يتجه إليه ؛ فيمتثل أوامره ، وينتهي بنواهيه ، التي أبلغه إياها الأنبياء والرسل ، الذين أقيمت حجتهم ، وظهرت معجزتهم .