وأخيراً . . فان هناك رواية تقول : إن عمر بن الخطاب نفسه قد سأل سلمان عن نفسه ، وذلك في حياة رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؛ فقال : أن سلمان بن عبد الله ، كنت ضالاً فهداني الله بمحمّد « صلى الله عليه وآله » وكنت عائلاً فأغناني الله بمحمّد « صلى الله عليه وآله » وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمّد « صلى الله عليه وآله » هذا حسبي ونسبي ، ثم شكا سلمان ذلك إلى النبيّ « صلى الله عليه وآله » ؛ فقال « صلى الله عليه وآله » : « يا معشر قريش ، إن حسب الرجل دينه ومروته ، وأصله عقله ، قال الله تعالى : * ( إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) * [1] . يا سلمان ، ليس لأحدٍ من هؤلاء عليك فضل إلاّ بتقوى الله ، وإن كان التقوى لك عليهم ؛ فأنت أفضل » [2] . أو نحو هذا . . وقد تقدم أن لعمر مواقف أخرى مع سلمان في حياة النبيّ « صلى الله عليه وآله » س ، لها هذا الطابع أيضاً .
[1] الآية 13 من سورة الحجرات . [2] قاموس الرجال ج 4 ص 416 واختيار معرفة الرجال ص 14 والكافي ج 8 ص 181 وروضة الواعظين ص 283 والبحار ج 22 ص 382 و 381 عنه وأمالي الشيخ ج 1 ص 146 وعن الكشي والدرجات الرفيعة ص 206 و 205 ونفس الرحمان ص 132 .