فقال النبيّ « صلى الله عليه وآله » : سلمان منّا أهل البيت [1] . نعم . . إننا لنستبعد ذلك ، ونميل إلى صحة الرواية المتقدمة حول موقف عمر بن سلمان . . وذلك بسبب النهج الذي عرفناه عن الخليفة الثاني ، في معاملته لغير العرب ، والروح العدائية التي كانت تملي عليه مواقف سلبية وقاسية ضدهم ، كما سيتضح في فصل مستقل يأتي إن شاء الله تعالى . . هذا بالإضافة إلى أن هذا الذي ذكروه في سبب اطلاق النبيّ « صلى الله عليه وآله » كلمته الخالدة ، لا يعدو عن أن يكون أمراً عادياً ، بل وتافهاً ، لا يبرر هذا الموقف منه « صلى الله عليه وآله » . ولعل الهدف من ايراد أمور كهذه هو التقليل من قيمة هذا الوسام العظيم ، الذي شرفه « صلى الله عليه وآله » به . . إذ أن ذلك لا يعدو عن أن يكون قضية الاستفادة من قوة سلمان البدنية ، في حفر الخندق ، هي محل تنافس الفرقاء ، وما كان من النبيّ « صلى الله عليه وآله » إلاّ أن بادر إلى حسم النزاع ، بأسلوب تحويل سلمان إلى القسم الذي كان « صلى الله عليه وآله » يعمل هو وأهل بيته فيه ؛ فكانت تلك الكلمة إيذاناً بذلك . .
[1] راجع : المناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 85 وقاموس الرجال ج 4 ص 424 عنه والدرجات الرفيعة ص 218 ونفس الرحمان ص 43 . ويلاحظ ما في الأُبيات من الهنات . .