التيهان ، وحذيفة ، وعماراً ، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين » [1] . إلى غير ذلك من نصوص أخرى توضح معارضة هؤلاء لانحراف الأمر عن علي « عليه السلام » ، فليراجعها من أراد . السؤال الصريح : وهنا يرد سؤال ، لا بد من الإجابة عليه ، وهو : أننا نرى هؤلاء وسواهم ، ممن هم على رأيهم ، في مواقع قيادية في هيكلية نفس هذا الحكم الذي يعارضونه ، ولا يرون مشروعية [2] ، فهذا يلي الكوفة ، كعمار ، وذاك يلي المدائن ، كسلمان ، وذلك كالأشتر وحذيفة يتولى قيادة الجيوش ، أو يشارك في الحروب . . وهكذا . . مع أن المعروف والمتوقع من الفئة المعارضة ، هو أن تقاطع الحكم ، وترفض المشاركة فيه . . كما أن الفئة الموالية هي التي تستأثر بالمراكز ، ولا تسمح للخصوم بالمشاركة والوصول إليها ما وجدت إلى ذلك سبيلاً . . فما هو السر في مشاركة هؤلاء ؟ ، وما هو السر في قبول أولئك ؟
[1] شرح نهج البلاغة ، للمعتزلي الحنفي ج 1 ص 219 و 220 وج 2 ص 51 و 52 . [2] استدل بذلك المعتزلي الحنفي في شرح نهج البلاغة ج 18 ص 39 واستنتج : أن هؤلاء لم يكونوا من المعارضة ، وإلا لما شاركوا في السلطة .