مشاركة المعارضة في الحكم : ولعله يصح لنا : أن نعتبر أمثال سلمان الفارسي ، وعمار بن ياسر ، والأشتر و و . . إلخ . من الفئة التي كانت تعارض الحكم القائم آنذاك وتنتقده ، على اعتبار : أن هؤلاء ، ونظائرهم ، كانوا يرون : أن الخلافة بعد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، هي من حق علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ؛ استناداً إلى كثير من المواقف ، والأقوال ، والنصوص ، التي رأوها وسمعوها من النبيّ الأكرم « صلى الله عليه وآله » ويرون أيضاً أن الآخرين قد تعدّوا وظلموا علياً « عليه السلام » في هذا الأمر ، واستأثروا به دونه . . بل إن المعتزلي الحنفي يروي لنا : عن البراء بن عازب : أنه حين بويع أبو بكر رآه - البراء - أقبل ومعه عمر ، وأبو عبيدة ، وجماعة ؛ لا يرون أحداً إلا خبطوه ، وقدموه ؛ فمدوا يده ؛ فمسحوها على يد أبي بكر ، يبايعه ، شاء ذلك أم أبى . قال البراء : « فأنكرت عقلي ، وخرجت أشتد ، حتى انتهيت إلى بني هاشم ، والباب مغلق . . إلى أن قال : فمكثت أكابد ما في نفسي ، ورأيت في الليل : المقداد ، وسلمان ، وأبا ذر ، وعبادة بن الصامت ، وأبا الهيثم بن