كثير من الأحيان . . دراستنا لسلمان المحمّدي : ومن هنا . . فإننا لن نسمح لدراستنا لحياة سلمان المحمّدي ، أن تتخذ إلا طابع الاستفادة من التجربة الفاضلة ، لتسمو بنا ، ونسمو نحن بها ، لتكون ربيعاً لنا نتخير من أزهاره ، ونجني من أثماره ، ونلتذ بأفانين تغريد أطياره . ونكون نحن لها التجسيد الحي ، والنموذج الفذ ، والمثل الأعلى . . ولكننا . . إذ نؤمن بأن قضايا التاريخ ، مما لا يمكن حسم الأمر فيها ، بسهولة ، الأمر الذي يتخذ صفة الضرورة ، قبل أن يمكن استيحاء العبرة والفكرة من أية قضية . . فإننا وجدنا أنفسنا تائهين في آفاق التحقيق والتقصي ، لا نكاد نلتفت إلى أنفسنا ، ولا أن نعي موقعنا حتى يشدنا تيار تحقيقي آخر إليه ، لنصبح - من ثم - أسرى بين يديه . . ولأجل ذلك . . فقد أصبح من الطبيعي أن نقدم دراسة تكاد تكون متمحضة في هذا الاتجاه ، لولا لفتات هنا ، ولمحات ولمعات هناك . . ولكننا قبل أن نقدم إلى القارئ الكريم حصيلة تلك الجولة نود أن نقدم إليه باقة من حياة سلمان ، على شكل معلومات أولية ، من دون ذكر مصادر لها فعلاً [1] .
[1] ويكفي للاطلاع على جانب من حياته « رحمه الله » مراجعة كتاب بحار الأنوار وكتاب سفينة البحار ، وكتاب نفس الرحمان في فضائل سلمان .