نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 449
وهو بمعنى المحاسب أو المكافي من أسمائه تعالى . قال الغزالي رحمه الله تعالى : وليس للعبد مدخل في هذا الوصف إلا بنوع من المجاز بأن يكون كافيا لطفله بتعهده أو لتلميذه بتعليمه حتى لا يفتقر إلى غيره . انتهى . وهذا المعنى صحيح في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه كاف لأمته جميع ما تحتاج إليه من أمور الدنيا والآخرة بحيث لا يحتاجون إلى غيره صلى الله عليه وسلم . " الحفيظ " : فعيل من الحفظ وهو صون الشئ عن الزوال فإن كان في الذهن فضده النسيان ، أو في الخارج فضده التضييع . وهو من أسمائه تعالى ، وكلا المعنيين يصح إطلاقه عليه تعالى ، لأن الأشياء محفوظة في علمه لا يطرأ عليه نسيان ويحفظ الموجودات من الزوال . وقيل : معناه الذي يحفظ سرك من الأغيار ويصون ظاهرك عن مرافقة الفجار . وأما قوله تعالى : ( وما أنا عليكم بحفيظ ) فمعناه : لست أحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها . وقوله تعالى : ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) أي لتحفظهم حتى لا يقعوا في الكفر والمعاصي أو لتحصي مساوئهم وذنوبهم فتحاسبهم عليها . وقد ذكر أن هذه الآية منسوخة بآية القتال فهو صلى الله عليه وسلم بعد الأمر به حفيظ بالمعنى الأول بمعنى أن يردهم عنه ويقاتلهم عليه . وبالمعنى الثاني لأنه يشهد عليهم يوم القيامة وهو أبلغ من الحافظ . " الحفي " : البر اللطيف . يقال : حفيت بفلان وتحفيت به إذا اعتنيت بكرامته . " الحق " : الثابت ، وأصله المطابقة للواقع أو المحق أو المظهر للحق . قال تعالى : ( جاءكم الحق من ربكم ) ( حتى جاءكم الحق ورسول مبين ) ( فقد كذبوا بالحق لما جاءكم ) على أحد القولين أن الحق هنا هو النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل هو القرآن . قال تعالى : ( وشهدوا أن الرسول حق ) وفي حديث الشفاعة " ومحمد حق " وهو الثابت . وهذا الاسم من أسمائه تعالى ومعناه الموجود المتحقق أمره وألوهيته ، أو الموجد للشئ حسب ما تقتضيه حكمته تعالى ، وفي حقه صلى الله عليه وسلم المتحقق صدقه ونبوته . فائدة : فرق الإمام فخر الدين رحمه الله تعالى بين الصدق والحق ، بأن الصدق نسبة الشئ إلى الواقع ، والحق نسبة ما في الواقع إلى الشئ . " الحكم " : بفتح أوله وثانيه : الحاكم أو المانع ، وهو من أسمائه تعالى ، ومعناه الحاكم
449
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 449