نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 401
وقال ابن عساكر - رحمه الله تعالى - : وإذا اشتقت أسماؤه صلى الله عليه وسلم من صفاته كثرت جدا . وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : أسماؤه صلى الله عليه وسلم إذا كانت أوصاف مدح ، فله من كل وصف اسم ، لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم ، وبين الوصف المشترك فلا يكن له منه اسم يخصه . وقال الشيخ : وكثير من هذه الأسماء لم يرد بلفظ الاسم ، بل أتى بصيغة المصدر والفعل وقد اعتبر ذلك القاضي وابن دحية وغيرهما ، واعتبره الجمهور خصوصا أصحاب الحديث في أسماء الله تعالى . انتهى . وقال ابن القيم : لما كانت الأسماء قوالب المعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب ، وأن لا تكون معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافة ، بل للأسماء تأثير في المسميات وللمسميات تأثير في أسمائها في الحسن والقبح والثقل واللطافة والكثافة كما قيل : وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب * إلا ومعناه إن فكرت في لقبه إذا علمت ذلك تأمل كيف اشتقت للنبي صلى الله عليه وسلم من صفاته أسماء مطابقة لمعناها ، فضمن الله تعالى أسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ثناءه وطوى أثناء ذكره عظيم شكره . وقال غيره : الأسماء جمع اسم وهو كلمة وضعتها العرب بإزاء مسمى متى أطلقت فهم منها ذلك المسمى . فعلى هذا لا بد من مراعاة أربعة أمور : الاسم والمسمى بفتح الميم والمسمي بكسرها والتسمية . فالاسم : هو اللفظ الموضوع على الذات لتعريفها أو لتخصيصها عن غيرها كلفظ زيد . والمسمى هو الذات المقصود تمييزها بالاسم كشخص زيد . والمسمي هو الواضع لذلك اللفظ . والتسمية هي اختصاص ذلك اللفظ بتلك الذات . والوضع : تخصيص لفظ بمعنى إذا أطلق أو أحس فهم ذلك المعنى . تنبيه : نقل الغزالي - رحمه الله تعالى - الاتفاق ، وأقره الحافظ في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه الشريفة والله تعالى أعلم .
401
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 401