نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 376
فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة فقال له : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم . زاد عبد الرزاق : راحة . ولفظ الإسماعيلي : لم ألق بعد رخاء . وحذف المفعول في جميع روايات البخاري . " غير أني سقيت في هذه " زاد عبد الرزاق - وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه بعتاقتي ثويبة . وذكر السهيلي وغيره أن الرائي له أخوه العباس ، وكان ذلك بعد سنة من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر : أن أبا لهب قال للعباس ، إنه ليخفف علي في يوم الاثنين . قالوا : لأنه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أعتقها من ساعته ، فجوزي بذلك لذلك . قال في الغرر : واختلفوا متى أعتقها . فقيل : أعتقها حين بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو الصحيح . وقيل إن خديجة سألت أبا لهب في أن تبتاعها منه ليعتقها فلم يفعل . فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب . وهو ضعيف . انتهى . وقال الحافظ : واستدل بهذا على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة ، وهو مردود بظاهر قوله تعالى : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " لا سيما والخبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به . وعلى تقدير أن يكون موصولا فلا يحتج به . إذ هو رؤيا منام لا يثبت به حكم شرعي ، لكن يحتمل أن يكون ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم مخصوصا من ذلك ، بدليل التخفيف عن أبي طالب المروي في الصحيح . قلت : وعلى هذا الاحتمال جرى جمع كما سبق ، نقل ذلك عنهم . قال البيهقي : ما ورد من بطلان الخير للكفار فمعناه أنهم لا يكون لهم التخلص من النار ولا دخول الجنة ، ويجوز أن يخفف عنهم من العذاب الذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم سوى الكفر ، بما عملوه من الخيرات . وأما عياض رحمه الله تعالى فقال : انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب وإن كان بعضهم أشد عذابا من بعض ، قال الحافظ : وهذا لا يرد الاحتمال الذي ذكره البيهقي ، فإن جميع ما ورد من ذلك فيما يتعلق بذنب الكفر ، وأما ذنب غير الكفر فما المانع من تخفيفه . وقال القرطبي رحمه الله تعالى : هذا التخفيف خاص بهذا أو بمن ورد النص فيه . وقال ابن المنير [1] رحمه الله تعالى في الخامسة : هما قضيتان إحداهما محال ، وهي
[1] أحمد بن محمد بن منصور : من علماء الإسكندرية وأدبائها . ولي قضاءها وخطابتها مرتين . له تصانيف ، منها " تفسير " و " ديوان خطب " و " تفسير حديث الإسراء " على طريقة المتكلمين . و " الانتصاف من الكشاف " وله نظم . توفي سنة 683 ه . انظر الأعلام 1 / 220 ، وفوات الوفيات 1 / 72 .
376
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 376