responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 354


فلم يدرك إلا بآخر رمق . فدعاهم وقال : لأقتلنكم أو لتصدقني . فصدقوه وأخبروه بالأمر فقال :
ويحكم هلا بينتم لي ذلك فأرى فيه ما أرى قالوا : منعنا الخوف . فتركهم .
وروى ابن جرير في تاريخه والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل ، والخرائطي عن مخزوم بن هانئ عن أبيه وأتت عليه مائة وخمسون سنة قال : لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس فيها إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشر شرافة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، وغاضت بحيرة ساوة ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها ، فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبر عليه تشجعا ، ثم رأى أن لا يدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته حين عيل صبره فجمعهم ولبس تاج ملكه وقعد على سريره ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال : تدرون فيما بعثت ؟ قالوا : لا إلا أن تخبرنا بذلك ، فبينما هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما هاله ، فقال الموبذان : وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة . فقص عليهم رؤياه في الإبل ، فقال : أي شئ يكون هذا يا موبذان ؟ وكان أعلمهم في أنفسهم قال : حدث يكون من ناحية العرب ، فكتب كسرى عند ذلك : من ملك الملوك كسرى إلى النعمان بن المنذر :
أما بعد فوجه إلى عالما بما أريد أن أسأله عنه فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حسان بن بقيلة - بضم الموحدة وفتح القاف وسكون التحتية - الغساني . فلما قدم عليه قال : ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ قال : يسألني الملك أو يخبرني الملك ، فإن كان عندي علم منه أخبرته وإلا دللته على من يعلمه . قال : فأخبره . فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارق الشام يقال له سطح . قال : فاذهب إليه فاسأله وائتني بتأويل ما عنده . فنهض عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت فسلم عليه وحياه فلم يحر جوابا فأنشأ عبد المسيح يقول : أصم أم يسمع غطريف اليمن . في أبيات ذكرها .
فلما سمع سطيح كلامه فتح عينيه ثم قال : عبد المسيح على جمل مشيح ، أقبل إلى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك - ملك بني ساسان ، لارتجاس الإيوان وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان . رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها . يا عبد المسيح إذا أكثرت التلاوة . وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادي سماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكل ما هو آت آت . ثم قضى سطيح مكانه فأتى عبد المسيح إلى كسرى فأخبره فقال : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور . فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه .

354

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست