responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 344


وفي سجوده صلى الله عليه وسلم عند وضعه إشارة إلى أن مبدأ أمره على القرب ، قال الله تعالى :
( واسجد واقترب ) وقال صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " فحال عيسى عليه الصلاة والسلام يشير إلى مقام العبودية ، وحال محمد صلى الله عليه وسلم يشير إلى مقام القرب من الحضرة الإلهية . ولبعضهم :
لك القرب من مولاك يا أشرف الورى * وأنت لكل المرسلين ختام وأنت لنا يوم القيامة شافع * وأنت لكل الأنبياء إمام عليك من الله الكريم تحية * مباركة مقبولة وسلام وروى أبو نعيم عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه عن أمه الشفاء بنت عمرو بن عوف رضي الله تعالى عنها قالت : لما ولد ت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع على يدي فاستهل ، فسمعت قائلا يقول : رحمك الله أو رحمك ربك فأضاء ما بين المشرق والمغرب حتى إني نظرت إلى بعض قصور الروم . قالت : ثم ألبسته وأضجعته فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب وقشعريرة عن يميني فسمعت قائلا يقول : أين ذهبت به . قال : إلى المغرب وأسفر عني ذلك . ثم عاودني ذلك الرعب والقشعريرة عن يساري فسمعت قائلا يقول : أين ذهبت به ؟ قال : إلى المشرق . قالت : فلم يزل الحديث مني على بال حتى بعثه الله تعالى .
تنبيهات الأول : قال الشيخ رحمه الله تعالى في فتاويه : لم أقف في شئ من الأحاديث مصرحا على أنه صلى الله عليه وسلم لما ولد عطس ، بعد مراجعة أحاديث المولد من مظانها كالطبقات لابن سعد ، والدلائل للبيهقي ، ولأبي نعيم ، وتاريخ ابن عساكر على بسطه واستيعابه ، وكالمستدرك للحاكم . وإنما الحديث الذي روته الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف يعني السابق آخر الباب فيه لفظ يشبه التشميت . لكن لم يصرح فيه بالعطاس ، والمعروف في اللغة أن الاستهلال صياح المولود أول ما يولد فإن أريد به هنا العطاس فيحتمل . وحمل القائل على الملك ظاهر .
وقال العلامة شمس الدين الجوجري رحمه الله تعالى في شرح الهمزية : الاستهلال وإن كان هو صياح المولود أول ما يولد إلا أن حمله على العطاس هنا قريب ، كحمل القائل على الملك .
الثاني : جرت عادة كثير من المحبين إذا سمعوا بذكر وضعه صلى الله عليه وسلم أن يقوموا تعظيما له صلى الله عليه وسلم ، وهذا القيام بدعة لا أصل لها ، وقال ذو المحبة الصادقة حسان زمانه أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله تعالى ورضي عنه في قصيدة له من ديوانه :
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب * على فضة من خط أحسن من كتب

344

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست