responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 337


وقال ابن دحية : أظن السهيلي نسي السنبلة وظن أن السماك من الأسد .
قال أبو عبد الله بن الحاج رحمه الله تعالى في المدخل : فإن قال قائل : ما الحكمة في كونه صلى الله عليه وسلم خص مولده بشهر ربيع وبيوم الاثنين على الصحيح المشهور عند أكثر العلماء ، ولم يكن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر ، واختص بفضائل عدة ، ولا في الأشهر الحرم التي جعل الله لها الحرمة يوم خلق السماوات والأرض ، ولا في ليلة النصف من شعبان ، ولا في يوم الجمعة ولا في ليلتها ؟
فالجواب من أربعة أوجه :
الأول : ما ورد في الحديث من أن الله تعالى خلق الشجر يوم الاثنين [1] . وفي ذلك تنبيه عظيم وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التي يمتد بها بنو آدم ويحيون ويتداوون وتنشرح صدورهم لرؤيتها وتطيب بها نفوسهم وتسكن خواطرهم عند رؤيتها لاطمئنان نفوسهم لتحصيل ما يبقي حياتهم ، على ما جرت به حكمة الحكيم سبحانه وتعالى .
فوجوده صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر في هذا اليوم قرة عين بسبب ما وجد من الخير العظيم والبركة الشاملة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
الوجه الثاني : أن ظهوره صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع فيه إشارة ظاهرة لمن تفطن لها بالنسبة إلى اشتقاق لفظة ربيع إذ أن فيه تفاؤلا حسنا وبشارة [2] لأمته صلى الله عليه وسلم .
وقد قال الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن الصقلي رحمه الله تعالى : لكل إنسان من اسمه نصيب . هذا في الأشخاص وكذلك في غيرها ، وإذا كان كذلك ففصل الربيع فيه تنشق الأرض عما في باطنها من نعم المولى سبحانه وتعالى وأرزاقه التي بها قوام العباد وحياتهم ومعايشهم وصلاح أحوالهم ، فتنفلق الحبة والنوى وأنواع النبات والأقوات المقدرة فيها ، فتبهج الناظر عند رؤيتها وتبشره بلسان حالها بقدوم ينعها . وفي ذلك إشارة عظيمة إلى الاستبشار بابتداء نعم المولى سبحانه وتعالى ، ألا ترى أنك إذا دخلت إلى البستان في مثل هذه الأيام تنظر إليه كأنه يضحك لك ، وتجد زهرة كأن لسان حاله يخبرك بما لك من الأرزاق المدخرة والفواكه . وكذلك الأرض إذا أبهج نوارها كأنه يحدثك بلسان حاله كذلك أيضا .
فمولده صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع فيه من الإشارات ما تقدم ذكر بعضه . وذلك إشارة ظاهرة من المولى تبارك وتعالى إلى التنويه بعظيم قدر هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأنه رحمة للعالمين .
وبشرى للمؤمنين . وحماية لهم من المهالك والمخاوف في الدارين وحماية للكافرين بتأخير



[1] أخرجه أحمد 2 / 327 .
[2] في أ : بيشارته .

337

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست