نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 321
هو على وزن أفعل من الأدمة . قال السهيلي : وهذا القول ليسى بشئ لأنه لا يمتنع أن يكون من الأديم ويكون على وزن أفعل تدخل الهمزة الزائد ة على الهمزة الأصلية كما تدخل على همزة الأدمة . وأما الخليفة فلقوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) والخليف والخليفة : من يخلف من تقدمه ، وكان آدم خلف قوما من الخلق يسمون الجان ، ولأنه ناب مناب ملائكة السماء . وأما البشر فلقوله تعالى : ( إني خالق بشرا من طين ) وقيل : وسمي بشرا لمباشرته أعظم الأمور . وقيل لما كان في وجهه من البشر والبشاشة . وأما الإنسان فلقوله تعالى : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) وسمي بذلك لأنسه بجنسه فإن الإنسان من اجتمع فيه اثنتان : أنسه بالغير وأنس الغير به . وقيل : اشتقاقه من النوس وهو الحركة لكثرة حركته فيما يتحراه . وقيل : من الإيناس وهو الإبصار لأنه يدرك ببصره الظاهر وببصره الباطن . واختلفت الآيات فيما بدئ من خلق آدم ، ففي موضع : ( خلقه من تراب ) وفي موضع ( من طين لازب ) وفي موضع ( من حمأ مسنون ) وفي موضع ( من صلصال كالفخار ) قال العلماء : وهذه الآيات راجعة إلى أصل واحد وهو التراب الذي هو أصل الطين ، فأعلمنا الله تعالى أنه لما خلقه من تراب جعله طينا ، ثم انتقل فصار حمأ مسنونا ، ثم انتقل . فصار صلصالا كالفخار . قال الثعلبي في قوله تعالى حكاية عن إبليس أنه قال : ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) قال العلماء أخطأ عدو الله تعالى في تفضيله النار على الطين ، لأن الطين أفضل من النار ، لوجود أحدها : أن من جوهر الطين الرزانة والسكون والوقار والحلم والأناة والحياء والصبر ، وذلك سبب توبة آدم وتواضعه فأورثه المغفرة والاجتباء والهداية . ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدة والارتفاع والاضطراب ، وذلك سبب استكبار إبليس فأورثه اللعنة والهلاك . والثاني : أن الجنة موصوفة بأن ترابها المسك ولم ينقل أن فيها نارا . الثالث : أنها سبب العذاب بخلاف الطين . الرابع : أن الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفرقها وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله خلق آدم يوم الجمعة " [1] .