responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 270


للاحتفاد . قالوا : نعم ما رأيت . فألف بين الناس .
الاحتفاد : خفة العمل والإسراع فيه .
وروى البلاذري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : والله لقد علمت قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف وأجاز لها العيرات لهاشم ، والله ما أخذت قريش حبلا لسفر ولا أناخت بعيرا لحضر إلا بهاشم .
وكان هاشم رجلا موسرا ، وكان يقوم أول يوم في ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها فيخطب فيقول : يا معشر قريش أنتم سادة العرب أنسابا ، وأنتم أقرب العرب بالعرب أرحاما ، يا معشر قريش إنكم جيران بيت الله أكرمكم الله تعالى بولاية بيته وخصكم بجواره دون بني إسماعيل ، حفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوار بيته ، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح وقد أرحضوا وثفلوا وقملوا وأرملوا ، فاقروهم وأعينوهم ، ولو كان لي مال يحمل ذلك كله كفيتكموه وأنا مخرج من طيب مالي وحلاله ما لم تقطع فيه رحم ولم يؤخذ بظلم ولم يدخل فيه حرام فواضعه ، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل ، وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجل منكم من ماله لكرامة زوار بيت الله ومعونتهم إلا طيبا لم يؤخذ ظلما ولم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ غصبا .
فكانت بنو كعب بن لؤي كلها تجتهد في ذلك ، ثم يخرجون ذلك من أموالهم حتى إن كان أهل البيت ليرسلون بالشئ اليسير على قدرهم ، وكان أهل اليسار منهم ربما أرسل بمائة مثقال هرقلية فيأتون به هاشما فيضعونه في داره دار الندوة .
وكان هاشم يخرج في كل سنة مالا كثيرا . وكان يأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم من قبل أن تحفر زمزم ثم يستقي فهيا من الآبار التي بمكة فيشرب الحاج . وكان يطعمهم أول ما يطعمهم قبل التروية بيوم مكة وبمنى وبجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز واللحم ، والخبز والسمن ، والسويق والتمر ، ويحمل لهم الماء ، ويفرق الناس لبلادهم .
وكان من أحسن الناس وأجملهم ، وكانت العرب تسميه قدح النضار والبدر .
قال أبو سعد النيسابوري رحمه الله تعالى في " الشرف " : كان النور يرى على وجهه كالهلال يتوقد ، لا يراه أحد إلا أحبه وأقبل نحوه .
وبعث إليه قيصر رسولا ليتزوج ابنته لما وجد في الإنجيل من صفته فأبى .
ولها شم من الأولاد : نضلة ، وبه كان يكنى ، وعبد المطلب والعقب منه . وأسد والد فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله تعالى عنهما . وأبو صيفي . والشفاء ، وخلدة . ورقية وحبيبة .

270

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست