نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 255
أجاب عن ذلك عقيل بن أبي طالب بثلاثة أجوبة : الأول أنها أخبارا آحاد فلا تعارض القاطع . الثاني : قصر التعذيب على هؤلاء والله أعلم بالسبب . الثالث : قصر التعذيب في هذه الأحاديث على من بدل وغير الشرائع وشرع من الضلال ما لا يعذر به . فإن أهل الفترة ثلاثة أقسام : الأول من أدرك التوحيد ببصيرته ثم من هؤلاء من لم يدخل في شريعة كقس بن ساعدة [1] وزيد بن عمرو بن نفيل . ومنهم من دخل في شريعة حق قائمة الرسم كتبع وقومه . الثاني : من بدل وغير وأشرك ولم يوحد وشرع لنفسه فحلل وحرم وهم الأكثر ، كعمرو ابن لخي أول من سيب السوائب ووصل الوصيلة وحمى الحامي . وزادت طائفة على ما شرعه أن عبدوا الجن والملائكة وخرقوا البنين والبنات ، واتخذوا بيوتا جعلوا لها سدنة وحجابا يضاهون بها الكعبة كاللات والعزى ومناة . الثالث : من لا يشرك ولم يوحد ولا دخل في شريعة نبي ، ولا ابتكر لنفسه شريعة ولا اخترع دينا ، بل بقي عمره على حال غفلة عن هذا كله . وفي الجاهلية من كان كذلك . فإذا انقسم أهل الفترة إلى الثلاثة أقسام فيحمل من صح تعذيبه على أهل القسم الثاني بكفرهم بما لا يعذرون به . وأما القسم الثالث فهم أهل فترة حقيقة ، وهم غير معذبين للقطع كما تقدم . وأما القسم الأول فقد قال صلى الله عليه وسلم في كل من قس وزيد : إنه يبعث أمة وحده . وأما تبع ونحوه فحكمهم حكم أهل الدين الذين دخلوا فيه ، ما لم يلحق أحد منهم الإسلام الناسخ لكل دين . انتهى . ما أورده الآبي رحمه الله تعالى . المسلك الثاني : أنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه في الجاهلية . ومال إلى هذا المسلك الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى . وزاد أن آباءه صلى الله عليه وسلم كلهم إلى آدم كانوا على التوحيد . كما قال في كتابه " أسرار التنزيل " ما نصه : قيل إن آزر لم يكن والد إبراهيم بل كان عمه . واحتجوا عليه بوجوه . منها : أن آباء الأنبياء ما كانوا كفارا . ويدل عليه وجوه . أحدهما : قوله تعالى : ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) . قيل معناه : أنه كان ينقل نوره من
[1] قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك ، من بني إياد : أحد حكماء العرب ، ومن كبار خطبائهم ، في الجاهلية . كان أسقف نجران ، ويقال : إنه أول عربي خطب متوكئا على سيف أو عصا ، وأول من قال في كلامه " أما بعد " . وكان يفد على قيصر الروم ، زائرا ، فيكرمه ويعظمه . وهو معدود في المعمرين ، طالت حياته وأدركه النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ، ورآه في عكاظ وسئل عنه بعد ذلك ، فقال : يحشر أمة وحده . انظر الأعلام 5 / 196 .
255
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 255