نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 203
وزاد في شفاء الغرام تبعا للسهيلي : وقيل : لأن الله تعالى حين قال للسماوات والأرض ، ( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) ( فصلت : 11 ) لم يجبه بهذه المقالة من الأرض إلا أرض الحرم ، ولذلك حرمها . وقال الزركشي رحمه الله تعالى في الإعلام : فإن قيل : ما الحكمة في تحديد الحرم ؟ قيل فيه وجوه : أحدهما التزام ما ثبت له من الأحكام وتبيين ما اختص به من البركات . الثاني : ذكر أن الحجر الأسود لما أتي به في الجنة كان أبيض مستنيرا أضاء منه نور ، فحيثما انتهى ذلك النور كانت حدود الحرم . هذا معنى مناسب والأمر فوق ذلك . الثالث : أنه أنوار موضوعة من العالم الأعلى رباني ، وسر روحاني ، توجه إلى تلك البقاع . ويذكر أهل المشاهدات أنهم يشاهدون تلك الأنوار واصلة إلى حدود الحرم ، ولها منار ينبع منها ويكون عنها في الحرمين والأرض المقدسة . ذكر علامات الحرم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم يريه ذلك جبريل ، فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد ما رث منها . رواه ابن سعد والأزرقي . وروى الأزرقي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة [1] رحمه الله تعالى قال : إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم نصب أنصاب الحرم يريه جبريل صلى الله عليه وسلم ثم لم تحرك حتى كان قصي فجددها ، ثم لم تحرك حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها . رث الشئ يرث بالكسر وأرث : خلق .
[1] عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله ، المدني ، ثقة فقيه ، ثبت ، من الثالثة ، مات سنة أربع وتسعين ، وقيل سنة ثمان ، وقيل غير ذلك . التقريب 1 / 535 .
203
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 203