responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 177


- رضي الله تعالى عنه - : إنه يضر وينفع يا أمير المؤمنين . قال : بم ؟ قال : بكتاب الله تعالى . قال وأين ذلك من كتاب الله قال : قال الله عز وجل : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) إلى قوله : ( بلى ) ، خلق آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يؤتى بالحجر الأسود يوم القيامة وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد " فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع . فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن .
تنبيه : قال المحب الطبري رحمه الله تعالى : وقد اعترض بعض الملحدة ، فقال : كيف يسود الحجر خطايا أهل الشرك ولا يبيضه توحيد أهل الإيمان ؟ .
والجواب عنه من ثلاثة أوجه : الأول : ما تضمنه حديث ابن عباس الذي رواه الجندي :
أن الله - تعالى - إنما طمس نوره بالسواد ليستر زينة الجنة عن الظلمة وكأنه لما تغيرت صفته التي كانت كالزينة له بالسواد كان ذلك السواد له كالحجاب المانع من الرؤية وإن رئي جرمه ، إذ يجوز أن يطلق عليه غير مرئي ، كما يطلق على المرأة المستترة بثوب أنها غير مرئية .
الثاني : أجاب به ابن حبيب [1] رحمه الله - تعالى - فقال : لو شاء الله - تعالى - لكان ذلك ، وما علمت أيها المعترض أن الله - تعالى - أجرى العادة بأن السواد يصبغ ولا يصبغ ، والبياض ينصبغ ولا يصبغ .
والثالث : وهو منقاس ، أن يقال : بقاؤه أسود - والله تعالى أعلم - : إنما كان للاعتبار ، وليعلم أن الخطايا إذا أثرت في الحجر فتأثيرها في القلوب أعظم . والله أعلم .
شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق روى الدارمي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليبعثن الله الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد لمن استلمه بحق " [2] .



[1] عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإليبري القرطبي ، أبو مروان : عالم الأندلس وفقيهها في عصره . أصله من طليطلة ، من بني سليم ، أو من مواليهم . ولد في إلبيرة ، وسكن قرطبة . وزار مصر ، ثم عاد إلى الأندلس فتوفي بقرطبة . كان عالما بالتاريخ والأدب ، رأسا في فقه المالكية . له تصانيف كثيرة ، قيل : تزيد على ألف . منها " حروب الإسلام " و " طبقات الفقهاء والتابعين " و " طبقات المحدثين " و " تفسير موطأ مالك " توفي سنة 238 ه‌ . الأعلام 4 / 175 .
[2] أخرجه أحمد 1 / 291 ، 371 ، والبيهقي 5 / 75 ، والطبراني في الكبير 12 / 63 ، وذكره المتقي الهندي في الكنز 34748 ، والدارمي 2 / 42 .

177

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست