نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 118
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح ، وكتم ما قاله سطيح ، لينظر أيتفقان أم يختلفان . قال : نعم رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة . فلما قال ذلك عرف أنهما قد اتفقا ، فقال الملك : ما أخطأت منها شيئا يا شق ، فما عندك في تأويلها ؟ . قال : أحلف بما بين الحرتين من إنسان ، لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة [1] البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران . فقال له : الملك : فمتى هو كائن ؟ في زماني أم بعده ؟ قال : بل بعده بزمان ، ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ، ويذيقهم كأس الهوان . قال : ومن هذا العظيم الشأن ؟ قال : غلام ليس بدني ولا مدن ، يخرج عليهم من بيت ذي يزن . قال : أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل ، بين أهل الدين والفضل يكون الملك فيه إلى يوم الفصل . قال : وما يوم الفصل ؟ قال : يوم تجزى فيه الولاة ، يدعى فيه من السماء بدعوات يستمع ، منها الأحياء والأموات ويجمع فيه الناس للميقات يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات . فقال : أحق ما تقول / قال إي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض . قوله : فظع بها . الرواية بضم وفتحها . وصوب أبو ذر الخشني الفتح بوزن علم يقال : فظع بالشئ إذا رآه أمرا عظيما . والعيافة [2] : زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وممرها . والحممة [3] : بضم الحاء وفتح الميمين وجمعها حمم وإنما أراد فحمة فيها نار ، ولذلك قال : فأكلت منها كل ذات جمجمة أي رأس . وظلمة : أصلها مسكن وإنما حركت للسجع قال السهيلي رحمه الله تعالى : وذلك أن الحممة قطعة من نار ، وخروجها من ظلمة يشبه خروج عسكر الجيش من أرض السودان . أرض تهمة بفتح التاء وكسر الهاء يعني واسعة منخفضة ، وأكلت منها كل ذات جمجمة أي رأس ، ولم يقل ذي جمجمة لأن القصد النفس والنسمة ، فهي أعم ، ولو جاء بالتذكير لكان مختصا بالإنسان .
[1] في أ : ذي طفل . [2] وعاف الشئ يعافه عيفا وعيافة وعيفانا كرهه وقيل العياف المصدر واليافة الاسم ، انظر اللسان 4 / 3192 . [3] الحممد وزان رطبة ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء المصباح 152 .
118
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 118