نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 115
وأرادوه على أن ينطلق معهم ، فقال لي أمية : يا أبا سفيان انطلق معي فإنك تمضي إلى رجل قد انتهى إليه علم النصرانية فقلت : لست أنطلق معك . فذهب ورجع وقال : تكتم علي ما أحدثك به ؟ قال : نعم قال : حدثني هذا الرجل الذي انتهى إليه علم الكتاب : أن نبيا مبعوث ، فظننت أنني هو ، فقال : ليس منكم ، هو من أهل مكة . قلت : ما نسبه ؟ قال : وسط قومه . وقال لي : إن آية ذلك أن الشام قد رجفت بعد عيسى ثمانين رجفة ، وبقيت رجفة يدخل على أهل الشام منها شر ومصيبة : فلما صرنا قريبا من ثنية إذا راكب قلنا : من أين ؟ قال : من الشام . قلنا : هل كان من حدث ؟ قال : نعم ، رجفت الشام رجفة دخل على الشام منها شر ومصيبة . وروى ابن عساكر عن أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - قال : كنت جالسا بفناء الكعبة وزيد بن عمرو بن نفيل [1] قاعد ، فمر به أمية بن أبي الصلت فقال : أما إن هذا النبي الذي - ينتظر منا أو منكم أو من أهل فلسطين . قال : ولم أكن سمعت قبل ذلك بني ينتظر فلا يبعث . فخرجت أريد ورقة بن نوفل [2] فقصصت عليه الحديث فقال : نعم يا بن أخي ، أخبرنا أهل الكتاب والعلماء ، أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسبا ، ولي علم بالنسب فقومك أوسط العرب نسبا . قال : يا عم وما يقول النبي ؟ قال يقول ما قيل له ، إلا أنه لا يظلم ولا يظالم . قال : فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت وصدقت . فلسطين بكسر الفاء وفتح اللام : ناحية من الشام .
[1] زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى ، القرشي العدوي : نصير المرأة في الجاهلية ، وأحد الحكماء . وهو ابن عم عمر بن الخطاب . لم يدرك الإسلام ، وكان يكره عبادة الأوثان ولا يأكل مما ذبح عليها . ورحل إلى الشام باحثا عن عبادات أهلها ، فلم تستمله اليهودية ولا النصرانية ، فعاد إلى مكة يعبد الله على دين إبراهيم . وجاهر بعداء الأوثان ، فتألب عليه جمع من قريش ، فأخرجوه من مكة ، فانصرف إلى " حراء " فسلط عليه عمه الخطاب شبانا لا يدعونه يدخل مكة ، فكان لا يدخلها إلا سرا . توفي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين . وله شعر قليل ، منه البيت المشهور : " أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور ؟ " . توفي 17 ق ه ، الأعلام 3 / 60 . [2] ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، من قريش : حكيم جاهلي ، اعتزل الأوثان قبل الإسلام ، وامتنع من أكل ذبائحها ، وتنصر ، وقرأ كتب الأديان . وكان يكتب اللغة العربية بالحرف العبراني . أدرك أوائل عصر النبوة ، ولم يدرك الدعوة . وهو ابن عم خديجة أم المؤمنين ، وفي حديث ابتداء الوحي ، بغار حراء ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع إلى خديجة ، وفؤاده يرتجف ، فأخبرها ، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل " وكان شيخا كبيرا قد عمي " فقالت له خديجة : يابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذع ! ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ! لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . توفي سنة 12 ق ه . الأعلام 8 / 114 ، 115 .
115
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 115