responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 100


نبي يبعث قد أطل زمانه ، فكرهت أن أخبرك بذلك ، فآمن عليك أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه ، وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما فلا تتعرض لهما ولا تنظر فيهما حينك هذا ، فإن الله إن يرد بك خيرا ويخرج ذلك النبي تبعته .
ثم إنه مات فدفناه ، فلم يكن شئ أحب إلي من أن أنظر في الورقتين ، ففتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما : محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، لا نبي بعده ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة ، ولا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ويجزي بالسيئة الحسنة ، ويعفو ويصفح أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال ، تذلل ألسنتهم بالتكبير ، وينصر نبيهم على كل من ناوأه ، ويغسلون فروجهم ويأتزرون على أوساطهم ، أناجيلهم في صدورهم ، وتراحمهم بينهم كتراحم بني الأم ، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم .
فمكثت ما شاء الله ثم بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة ، فأخذت أستثبت ثم بلغني أنه توفي وأن خليفته قد قام مقامه ، وجاءتنا جنوده ، فقلت : لا أدخل في الدين حتى أنظر سيرتهم وأعمالهم ، فلم أزل أدافع ذلك وأؤخره لأستثبت حتى قدم علينا عمال عمر بن الخطاب ، فلما رأيتهم رأيت وفاءهم بالعهد وما صنع الله لهم على الأعداء ، فعلمت أنهم هم الذين كنت أنتظر .
فوالله إني ذات ليلة فوق سطحي فإذا رجل من المسلمين يتلو قول الله تعالى : ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها ) الآية .
فلما سمعت هذه الآية خشيت أن لا أصبح حتى يحول وجهي في قفاي ، فما كان شئ أحب إلي من الصباح فغدوت في المسلمين .
ناوأه : أي ناهضه وعاداه .
وروى ابن سعد عن سهل مولى عثمة إنه كان نصرانيا وكان يتيما في حجر أمه وعمه ، وأنه كان يقرأ الإنجيل قال : فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مر بي ورقة فأنكرت كثافتها حين مرت بي ، ومسستها بيدي ونظرت فإذا فضول الورقة ملصقة بغرا قال ففتشتها فوجدت فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم : أنه لا قصير ولا طويل أبيض ذو ضفيرتين بين كتفيه خاتم النبوة ، يكثر الاحتباء [1] ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ويحلب الشاة ، ويلبس قميصا مرفوعا ، ومن فعل ذلك برئ من الكبر وهو من ذرية إسماعيل ، اسمه أحمد .
قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم جاء عمي فلما رأى الورقة



[1] يقال : احتبى بالثوب : أداره على ساقيه وظهره وهو جالس ، انظر المعجم الوسيط 1 / 154 .

100

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست