نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 360
الباب الثاني عشر في فرح جده عبد المطلب به صلى الله عليه وسلم وتسميته له محمدا قال ابن إسحاق والواقدي وغيرهما : لما وضعت آمنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب : أنه قد ولد لك غلام فائته فأنظر إليه . وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها وما أمرت به أن تسميه ، فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ويشكره على ما أعطاه ، ثم خرج به صلى الله عليه وسلم إلى أمه وهو يقول : الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالبيت ذي الأركان حتى يكون بلغة الفتيان * حتى أراه بالغ التبيان أعيذه من شر ذي شنآن * من حاسد مضطرب العيان ذي همة ليس له عينان * حتى أراه رافعا للشان أنت الذي سميت في الفرقان * أحمد مكتوب على اللسان [1] وروى البيهقي عن أبي الحسن التنوخي - رحمه الله تعالى - أنه لما كان يوم السابع من ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح عنه جده ودعا قريشا ، فلما أكلوا قالوا : يا عبد المطلب ما سميته ؟ قال : سميته محمدا . قالوا : لم رغبت به عن أسماء أهل بيته . قال : أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض . وروى أبو عمر وأبو القاسم بن عساكر من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عنده جده بكبش وسماه محمدا . فقيل له : يا أبا الحارث ما حملك على أن تسميه محمدا ولم تسمه باسم آبائه ؟ قال : أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده الناس في الأرض . وذكر السهيلي وأبو الربيع - رحمهما الله تعالى - أن عبد المطلب إنما سماه محمدا لرؤيا رآها . زعموا أنه رأى مناما كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره ولها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق والمغرب ، ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور ، وإذا أهل المشرق والمغرب يتعلقون بها . فقصها فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض ، فلذلك سماه محمدا مع ما حدثته به أمه صلى الله عليه وسلم .
[1] انظر البداية والنهاية 2 / 264 ، 265 ، الروض الأنف 1 / 184 .
360
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 360