responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 130


الباب العاشر في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى عليه وسلم روى أبو نعيم من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال :
سمعت أبا طالب [1] يحدث عن عبد المطلب قال : بينما أنا نائم في الحجر رأيت رؤيا هالتني ففزعت منها فزعا شديدا ، فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فقلت لها إني رأيت الليلة كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس بسبعين ضعفا ، ورأيت العرب والعجم لها ساجدين وهي تزداد كل ساعة - عظما ونورا وارتفاعا ، ساعة تخفى وساعة تظهر ، ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أظهرهم ويقلع أعينهم ، فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فلم أقدر فقلت : لمن النصيب ؟ قال : النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها . وسبقوك . فانتبهت مذعورا . فرأيت وجه الكاهنة قد تغير ثم قالت : لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس . فقال عبد المطلب لأبي طالب : لعلك أن تكون عم هذا المولود .
فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج ويقول : كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين . فيقال له : ألا تؤمن به ؟ فيقول السبة والعار [2] .
وذكر ابن ظفر أن مرثد بن عبد كلال رأى رؤيا أخافته وأذعرته وهالته في حال منامه فلما انتبه نسيها حتى ما يذكر منها شيئا ، ثم إنه أحضر الكهان فجعل يخلو بكاهن كاهن ثم يقول : أخبرني عما أريد أن أسالك عنه . فيجيبه الكاهن بأنه لا علم عنده عنها . فلم يكن عند واحد منهم جوابها ، ثم إنه خرج يتصيد بعد ذلك فأوغل في طلب الصيد وانفرد عن أصحابه ، فرفعت له أبيات في ذرى جبل فقصد بيتا منها ، فبرزت له عجوز فقالت له : بالرحب والسعة والجفنة المدعدعة والعلبة المترعة . فنزل فلما احتجب عن الشمس نام فلم يستيقظ حتى تصرم الهجير ، فإذا بين يديه فتاة لم ير مثلها جمالا فقالت له : أبيت اللعن أيها الملك الهمام هل لك في الطعام ؟ فخاف على نفسه لما رأى أنها عرفته فقالت : لا حذر فداك البشر . وقربت إليه



[1] عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، من قريش ، أبو طالب : والد علي رضي الله عليه وعم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله ومربيه ومناصره . كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم ، ومن الخطباء العقلاء الأباة . وله تجارة كسائر قريش . نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام هم أقرباؤه بنو قريش بقتله ، فحماه أبو طالب وصدهم عنه ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فامتنع خوفا من أن تعيره العرب بتركه دين آبائه ، ووعد بنصرته وحمايته . الأعلام 4 / 166 .
[2] أخرجه أبو نعيم في الدلائل ( 60 ) .

130

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست