نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 112
وكما اهتم النجاشي ملك الحبشة بالدعوة الخاتمة . اهتم مقوقس الإسكندرية أيضا " بهذه الدعوة . ومن الثابت أن مصر كانت ترتبط بالحبشة يومئذ بروابط اقتصادية وسياسية وكانت الكنيسة الحبشية ترتبط بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية . وروي أن مقوقس مصر بعث بهدية إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ومن صفاته عندهم إنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة ، والمتدبر في هدية صاحب الإسكندرية . يجد أنه بعث للنبي صلى الله عليه وآله بثلاثة من بيت واحد وأسرة واحدة ، قال صاحب الإصابة عن أبي صعصعة قال : بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة لينا ، وبغلته الدلال وحماره عفير . ومع ذلك خصي يقال له : مأبور شيخ كبير كان أخا مارية [1] ويمكن الوقوف على أصول هذه الأسرة . إذا علمنا أن مارية القبطية لم تكن جارية عادية شأنها كشأن غيرها من الجواري . بمعنى إنها لم تكن من العامة وإنما كانت من الخاصة . فعن عروة عن عائشة قالت : أهدى ملك بطارقة الروم يقال له المقوقس جارية من بنات الملوك يقال لها مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [2] . ولا يخفى أن مكتبات القصور لا تخلو من الكتب العتيقة والنادرة التي تختصر الطريق للوصول إلى الحق ولقد قال بعض علماء الآثار : إن عقيدة التوحيد التي اعتنقها ( أخناتون ) وصلت إليه من بقايا تراث الأسرة الفرعونية الثانية عشرة . وهذا التراث كان ينتقل من قصر إلى قصر . وأجمع علماء الآثار على أن نزول إبراهيم عليه السلام إلى مصر كان في عهد الأسرة الثانية عشرة . ولقد أهدى فرعون مصر إلى إبراهيم عليه السلام
[1] الإصابة 404 / 4 ، الطبقات الكبرى 212 / 7 . [2] البداية والنهاية 304 / 5 .
112
نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 112