نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 94
الأثرة ( 1 ) ، وجزعتم فأسأتم الجزع ( 2 ) ! ولله حكم واقع في المستأثر والجازع ( 3 ) ! أنا كأحدكم من خطبة رائعة له لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان : دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ( 4 ) وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت ( 5 ) ، واعلموا إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغ إلى
1 - استأثر بالشئ : استبد به وخص نفسه به . أي : إنه استبد فأساء الاستبداد وكان عليه أن يخفف منه فلا يؤذيكم . 2 - أي : لم ترفقوا في جزعكم ولم تقفوا عند الحد الأولى بكم . وكان عليكم أن تقتصروا على الشكوى ولا تذهبوا في الإساءة إلى درجة القتل . 3 - أي : ولله حكمه في المستأثر وهو عثمان . وفي الجازع وهو أنتم . 4 - لا تصبر له ولا تطيق احتماله . 5 - أغامت : غطت بالغيم . المحجة : الطريق تنكرت : تغيرت علائمها فصارت مجهولة وذلك أن الأطماع كانت قد تنبهت في كثير من الناس على عهد الخليفة الثالث بما نالوا من تفضيلهم بالعطاء ، فلا يسهل عليهم فيما بعد أن يكونوا في مساواة مع غيرهم ، فلو تناولهم العدل انفتلوا منه وطلبوا الفتنة طمعا في نيل رغباتهم ، وأولئك هم أغلب الرؤساء والوجهاء في القوم ، فإن أقرهم الإمام على ما كانوا عليه من الامتياز فقد أتى ظلما ، وهو عدو الظلم . والناقمون على عثمان قائمون على المطالبة بالعدل : إن لم ينالوه تحرشوا للفتنة ! فأين الطريق للوصول إلى الحق على أمن من الفتن ؟ ! وقد كان بعد بيعته ما توقع حدوثه قبلها .
94
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 94