نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 92
إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز ( 1 ) . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . أفضل الناس وشرهم من كلام له لما اجتمع الناس عليه وشكوا مما نقموه على عثمان بن عفان ، وسألوه أن يخاطب الخليفة الثالث ويستعتبه لهم . فدخل عليه فقال : إن الناس ورائي ، وقد استسفروني بينك وبينهم ( 2 ) . والله ما أدري ما أقول لك ! ما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على شئ لا تعرفه . إنك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شئ فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشئ فنبلغكه ، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا . . فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ، وإن الطرق لواضحة . فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى . وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به . وإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول ، ( يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، يلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثم يرتبط في قعرها ! ) وإني أنشدك الله أن لا تكون إمام هذه الأمة المقتول ، فإنه كان يقال : يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ،