نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 39
تكافؤ الوجود وأحس علي أن هذا الكون العظيم متعاون متكافل فكان من ذلك أن الريح إذا اشتدت حركت الأغصان تحريكا شديدا ، وإذا أجفلت قلعت الأشجار وهاجت لها العناصر ، وأنها إذا لانت وجرت فويق الأرض جريا خفيفا سكرت بها صفحات الماء وسكنت تحتها الأشياء ! وأدرك كذلك أن قوة الوجود الشاملة ترعى هشيم النبت بقانون ترعى به الورق الأخضر والزرع الذي استوى على سوقه واهتز للريح ! وأسقط ابن أبي طالب نظرية التجار بقول تناوله من روح الوجود وكأنه يشارك به الكون في التعبير عما في ضميره ! نظرة واحدة يلقيها المرء على الكون الخارجي وأحواله ، على النجوم الثابتة في سعة الوجود والكواكب السابحة في آفاق الأبد ، وعلى الشمس المشرقة والسحاب العارض والريح ذات . الزفيف ، وعلى الجبال تشمخ والبحار تقصفها القواصف أو يسجو على صفحاتها الليل ،
39
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 39