نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 215
الويل كل الويل لمن استحسن لنفسه ما يكرهه لغيره وأزرى على الناس بمثل ما يأتي ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه . من تجرأ لك تجرأ عليك . من مدحك بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك ، ذمك بما ليس فيك من القبيح وهو ساخط عليك عجبا لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح ! وعجبا لمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب ! لتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك . من استحيا من الناس ولم يستحي من نفسه فليس لنفسه عنده قدر ! رأس العلم الرفق . ما كان الرفق في شئ إلا زانه . وإن غائبا يحدوه الجديدان الليل والنهار لحري بسرعة الأوبة ( 2 ) . طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس . من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه . من نسي زلله استعظم زلل غيره ، ومن تكبر على الناس ذل . وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره .
1 - يحدوه : يسوقه . الأوبة : الرجوع .
215
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 215