responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 197


خلقة الخفاش من خطبة له يذكر فيها خلقة الخفاش :
ومن لطائف صنعته وعجائب حكمته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شئ ، ويبسطها الظلام القابض لكل حي ، وكيف عشيت أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نورا تهتدي به في مذاهبها وتصل بعلانية برهان الشمس إلى معارفها ، وردعها تلألؤ ضيائها عن المضي في سبحات إشراقها ( 1 ) وأكنها في مكامنها عن الذهاب في بلج ائتلاقها ( 2 ) فهي مستدلة الجفون بالنهار على أحداقها ، وجاعلة الليل سراجا تستدل به في التماس أرزاقها ، فلا يرد أبصارها إسداف ظلمته ( 3 ) ، ولا تمتنع من المضي فيه لغسق دجنته ( 4 ) .
فإذا ألقت الشمس قناعها وبدت أوضاح نهارها ، ودخل من إشراق نورها على الضباب ( 5 ) في وجارها ، أطبقت الأجفان على مآقيها وتبلغت ( 6 ) بما اكتسبت من فيء ظلم لياليها . فسبحان من جعل الليل لها نهارا .


1 - سبحات النور : درجاته وأطواره . 2 - البلج : الضوء ووضوحه . الائتلاق : اللمعان الشديد 3 - أسدف الليل : أظلم . 4 - الدجنة : الظلمة . 5 - الضباب ، جمع ضب وهو الحيوان المعروف . 6 - تبلغت : اكتفت أو اقتاتت .

197

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست